كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


1608 - ‏(‏أما بعد ألا أيها الناس‏)‏ الحاضرون أو أعم ‏(‏فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي‏)‏ يعني ملك الموت ‏(‏فأجيب‏)‏ أي أموت كنى عنه بالإجابة إشارة إلى أنه ينبغي تلقيه بالقبول كأنه مجيب إليه باختياره ‏(‏وأنا تارك فيكم ثقلين‏)‏ سميا به لعظم شأنهما وشرفهما ‏(‏أولهما كتاب اللّه‏)‏ قدمه لأحقيته بالتقدم ‏(‏فيه الهدى‏)‏ من الضلال ‏(‏والنور، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل‏)‏ أي أخطأ طريق السعادة وهلك في ميادين الحيرة والشقاوة ‏(‏فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به‏)‏ فإنه السبب الموصل إلى المقامات العلية والسعادة الأبدية ‏(‏وأهل بيتي‏)‏ أي وثانيهما أهل بيته وهم من حرمت عليهم الصدقة من أقربائه، قال الحكيم‏:‏ حض على التمسك بهم لأن الأمر لهم معاينة فهم أبعد عن المحنة وهذا عام أريد به خاص وهم العلماء العاملون منهم فخرج الجاهل والفاسق وهم بشر لم يعروا عن شهوات الآدميين ولا عصموا عصمة النبيين وكما أن كتاب اللّه منه ناسخ ومنسوخ فارتفع الحكم بالمنسوخ هكذا ارتفعت القدرة بغير علمائهم الصلحاء وحث على الوصية بهم لما علم مما سيصيبهم بعده من البلايا والرزايا انتهى‏.‏ ‏(‏أذكركم اللّه في أهل بيتي‏)‏ أي في الوصية بهم واحترامهم وكرره ثلاثاً للتأكيد‏.‏ قال الفخر الرازي‏:‏ جعل اللّه تعالى أهل بيته مساوين له في خمسة أشياء في المحبة ‏[‏ص 175‏]‏ وتحريم الصدفة والطهارة والسلام والصلاة ولم يقع ذلك لغيرهم ‏(‏تتمة‏)‏ قال الحافظ جمال الدين الزرندي في نظم درر السبطين ورد عن عبد اللّه بن زيد عن أبيه أنه عليه الصلاة والسلام قال من أحب أن ينسأ له في أجله وأن يمتنع بما خلفه اللّه فليخلفني في أهلي خلافة حسنة فمن لم يخلفني فيهم بتر عمره وورد عليّ يوم القيامة مسوداً وجهه‏.‏

- ‏(‏حم وعبد بن حميد م‏)‏ في المناقب كلهم ‏(‏عن زيد بن أرقم‏)‏ قال‏:‏ قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة فحمد اللّه تعالى وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد فذكره وتتمته في مسلم من عدة طرق لفظه في أحدها قيل لزيد أليس نساؤه من أهل بيته قال ليس نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده وفي رواية له إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها‏.‏ أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة‏.‏

1609 - ‏(‏أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب اللّه‏)‏ القرآن لأنه يستحيل الكذب في خبره وإنما تكذب الظنون في فهم خطابه وإنما ينتفي الريب عن سامعه بقدر قوة إيمانه ومتانة إبقائه وسماه حديثاً لنزوله منجماً لا لكونه ضد القديم ‏(‏وأوثق العرى كلمة التقوى‏)‏ كلمة الشهادة إذ هي الوفاء بالعهد ومعنى إضافتها إلى التقوى انها سبب التقوى وأسها وقيل كلمة أهل التقوى ذكره في الكشاف وقوله اوثق العرى من باب التمثيل مثلت حال المتقي بحال من أراد التدلي من شاهق فاحتاط لنفسه بتمسكه بعروة من حبل متين مأمون انقطاعه ‏(‏وخير الملل ملة إبراهيم‏)‏ الخليل ومن ثم أمر صلى اللّه عليه وسلم باتباعها ‏{‏أن اتبع ملة إبراهيم‏}‏ ‏(‏وخير السنن سنة محمد‏)‏ صلى اللّه عليه وسلم وهي قوله أو فعله أو تقريره لأنها أهدى من كل سنة وأقوم من كل طريقة ‏(‏وأشرف الحديث ذكر اللّه‏)‏ لأن الشيء يشرف بشرف من هو له ‏(‏وأحسن القصص هذا القرآن‏)‏ لأنه برهان ما في سائر الكتب ودليل صحتها لأنه معجزة وليس تلك بمعجزة فهي مفتقره إلى شهادته على صحة ما فيها افتقار المحتج عليه إلى شهادة الحجة ذكره الزمخشري ‏(‏وخير الأمور عوازمها-أي فرائضها التي فرض اللّه على الأمة فعلها- وشر الأمور محدثاتها‏)‏ بضم فسكون جمع محدثة-أي ما أحدث من البدع بعد الصدر الأول- وهي ما لم يكن معروفاً في كتاب ولا سنة ولا إجماع ‏(‏وأحسن الهدي‏)‏ بفتح الهاء وسكون الدال المهملة السمت والطريقة والسيرة أي خير السيرة والطريقة سيرة محمد صلى اللّه عليه وسلم وطريقته وروي أيضاً بضم الهاء وفتح الدال ومعناه الدلالة والرشاد ‏(‏هدي الأنبياء‏)‏ لأنه تعالى تولى هدايتهم وتأديبهم وعصمتهم عن الضلال والإضلال والهدي بضم الهاء وفتح الدال والقصر الارشاد، واللام في الهدي للاستغراق لأن أفعل التفضيل لا تضاف إلا إلى متعدد وهو داخل فيه ولأنه لو لم يكن للاستغراق لم يفد المعنى المقصود ‏(‏وأشرف الموت قتل الشهداء‏)‏ لأنه في اللّه ولإعلاء كلمة اللّه فأعقبهم الحياة باللّه ولهذا نهى اللّه الخلق عن إطلاق الموت عليهم ‏(‏وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى‏)‏ أي الكفر بعد الإسلام فهو العمى على الحقيقة ‏(‏وخير العلم ما نفع‏)‏ وفي رواية بدل العلم العمل بأن صحبه إخلاص فإن العلم الذي لا ينفع لا خير فيه لصاحبه بل هو وبال عليه

‏[‏ص 176‏]‏ ‏(‏وخير الهدى ما اتبع‏)‏ بالبناء للمجهول أي اقتدي به كنشر العلم للمريدين وتهذيب المشايخ لأحوال السالكين وهي سيرة المرسلين وشر العمى عمى القلب لأن عماه يفقد نور الإيمان بالغيب فيثمر الغفلة عن اللّه والآخرة ‏{‏ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً‏}‏ فعمى البصيرة أشد من عمى البصر لأنه عظيم الضرر ‏{‏فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور‏}‏ ‏(‏واليد العليا خير من اليد السفلى‏)‏ أي اليد المعطية خير من اليد الآخذة-أي إذا لم يكن الآخذ محتاجاً لخبر ما المعطي من سعة بأفضل من الآخذ إذا كان محتاجاً- ‏(‏وما قل‏)‏ من الدنيا ‏(‏وكفى‏)‏ الإنسان لمؤنته ومؤنة من عليه مؤنته ‏(‏خير مما كثر وألهى‏)‏ عن اللّه والدار الآخرة لأن الاستكثار من الدنيا يورث الهم والغم وقسوة القلب وشدة الحرص وينسي الموت والقبر والثواب والعقاب وأحوال الآخرة ‏(‏وشر المعذرة حين يحضر الموت‏)‏ فإن العبد إذا اعتذر إلى اللّه بالتوبة عند احتضاره ووقوعه في الفزع لا يفيده فمراده الاعتذار عند الغرغرة ومعاينة ملك الموت وهي حالة كشف الغطاء واليأس من البقاء ‏{‏وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن‏}‏ ‏(‏وشر الندامة‏)‏ أي الحزن‏.‏ وقال الراغب‏:‏ الندم التحسر على ما فات ‏(‏يوم القيامة‏)‏ فإنها لا تنفع يومئذ ولا تفيد‏.‏ ‏(‏ومن الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبراً‏)‏ بفتح أو ضم المهملة كذا ذكره بعضهم وقال العسكري‏:‏ الصواب بضمتين ونصبه على الظرف أي بعد فوت الوقت ‏(‏ومنهم من لا يذكر اللّه إلا هجراً‏)‏ أي تاركاً للإخلاص كأن قلبه هاجر للسانه ‏{‏يراؤون الناس ولا يذكرون اللّه إلا قليلاً‏}‏ لا يدعوهم إلى موافقة العاملين إلا استقباح المذمة من الناس والسطوة من السلطان أو العيب من الإخوان والجيران ‏{‏ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون‏}‏ ‏(‏وأعظم الخطايا اللسان الكذوب‏)‏ وهو الذي تكرر كذبه حتى صار صفة له حتى يأتي بالكبائر كلها كالقذف والبهتان وشهادة الزور وغيرها وربما أفضى إلى الكفر فإن اللسان أعظم عملاً من سائر الجوارح فإذا تعود الكذب أورد صاحبه المهالك‏.‏ ‏(‏وخير الغنى غنى النفس‏)‏ فإنه الغنى على الحقيقة وفقير النفس لا يزال في هم وغم على تحصيل الدنيا والحرص على جمعها بقوله أخاف الفقر في الكبر وغير ذلك ‏(‏وخير الزاد‏)‏ إلى الآخرة ‏(‏التقوى‏)‏ ‏{‏وتزودوا فإن خير الزاد التقوى‏}‏ قال الغزالي‏:‏ جمعت خيرات الدنيا والآخرة تحت هذه الخصلة التي هي التقوى وتأمل ما في القرآن من ذكرها كم علق بها من خير ووعد عليها من ثواب وكم أضاف إليها من سعادة، ومدار العبادة على ثلاثة أصول‏:‏ الأول‏:‏ التوفيق والتأييد وهو للمتقين قال اللّه تعالى ‏{‏أن اللّه مع المتقين‏}‏‏.‏ الثاني‏:‏ إصلاح العمل واتقاء التقصير وهو للمتقين‏.‏ قال اللّه تعالى ‏{‏يصلح لكم أعمالكم‏}‏‏.‏ الثالث‏:‏ قبول العمل وهو للمتقين قال اللّه تعالى ‏{‏إنما يتقبل اللّه من المتقين‏}‏ فالتقوى هي الجامعة للخيرات الكافية للمهمات الرافعة للدرجات ‏(‏ورأس الحكمة مخافة اللّه‏)‏ أي الخوف منه أصلها واسمها فمن لم يخف اللّه فباب الحكمة عليه مسدود ‏(‏وخير ما وقر في القلب اليقين‏)‏ أي خير ما سكن فيه نور اليقين فإنه المزيل لظلمة الريب‏.‏ قال الزمخشري‏:‏ من المجاز وقر في قلبه كذا وقع وبقي أثره وكلمته وقرت في إذنه ثبتت ‏(‏والارتياب‏)‏ أي الشك في شيء مما جاء به الرسول ‏(‏من الكفر‏)‏ باللّه تعالى ‏(‏والنياحة من عمل الجاهلية‏)‏ أي النوح على الميت بنحو واكهفاه واجبلاه من عادة الجاهلية وقد جاء الإسلام بتحريمه ‏(‏والغلول‏)‏ أي الخيانة الخفية ‏(‏من جثا جهنم‏)‏ جمع جثوة بالضم الشيء المجموع كذا في النهاية وفي التقريب الجثوة مثلثة الحجارة المجموعة وقيل معنى

‏[‏ص 177‏]‏ من جثاء جهنم من جماعتها وفي رواية للقضاعي من جمر جهنم‏.‏ قال شارحه‏:‏ لأن الغلول يصير على الغال جوراً لقوله صلى اللّه عليه وآله وسلم في الذي غل شملة إنها تضرم عليه ناراً ‏(‏والكنز‏)‏ أي المال الذي لم تؤد زكاته ‏(‏كي من النار‏)‏ أي يكوي صاحبه في نار جهنم ‏(‏والشعر‏)‏ بكسر الشين الكلام المقفى الموزون قصداً ‏(‏من مزامير إبليس‏)‏ أي الشعر المحرم لا الجائز ‏(‏والخمر جماع الإثم‏)‏ أي مجمعه ومظنته والجماع اسم لما يجمع ويضم يقال هذا الباب جماع الأبواب من جمعت الشيء ضممته كالكفات من كفت الشيء إليه إذا ضمه وجمعه ذكره الكشاف‏.‏ وفي الفائق جماع كل شيء مجمتمع أصله يقال لما اجتمع في الغصن من النور هذا جماع الثمر ‏(‏والنساء حبالة الشيطان‏)‏ أي مصائده وفخوخه واحدها حبالة بالكسر وهي ما يصاد بها من أي شيء كأن دعى رجل إلى قتل نفس فأبى ثم إلى الزنا فأبى ثم إلى الخمر فشرب فزنا فقتل وقيل ما أيس الشيطان من آدمي من قبل النساء ومن ثم قال سليمان عليه الصلاة والسلام‏:‏ امش وراء الأسد ولا تمش وراء المرأة وسمع عمر رضي اللّه عنه تعالى امرأة تقول‏:‏

إن النساء رياحين خلقن لكم * وكلكم يشتهي شم الرياحين

فقال‏:‏

إن النساء شياطين خلقن لنا * نعوذ باللّه من شر الشياطين

وقال بعض الحكماء‏:‏ إياك ومخالطة النساء فإن لحظات المرأة سهم ولفظها سم ‏(‏والشباب شعبة من الجنون‏)‏ لأن الجنون يزيل العقل وكذا الشباب قد يسرع إلى قلة العقل لما فيه من كثرة الميل إلى الشهوات والإقبال على المضار لحداثة السن سيما مع الجدة‏.‏

إن الشباب والفراغ والجده * مفسدة للمرء أي مفسدة

‏(‏وشر المكاسب كسب الربا‏)‏ أي التكسب به لأن درهماً منه أشد من ثلاث وثلاثين زينة كما يجىء في أخبار ‏(‏وشر المآكل أكل مال اليتيم‏)‏ ظلماً ‏{‏إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً‏}‏-قوله في بطونهم أي ملئها ناراً لأنه يؤول إليها وسيصلون بالبناء للفاعل أي يدخلون سعيراً أي ناراً شديدة- ولذا كان من أكبر الكبائر ‏(‏والسعيد من وعظ بغيره‏)‏ أي السعيد من تصفح أفعال غيره فاقتدى بأحسنها وانتهى عن سيئها قال‏:‏

إن السعيد له من غيره عظة * وفي التجارب تحكيم معتبر

وقال حجة الإسلام‏:‏ المراد أن الإنسان يشاهد من خبائث من اضطر إلى مرافقته وأحواله وصفاته ما يستقبحه فيجتنبه وقيل لعيسى عليه الصلاة والسلام من أدبك فقال ما أدبني أحد رأيت جهل الجاهل فجانبته‏.‏ قال الحجة‏:‏ ولقد صدق فلو اجتنب الناس ما يكرهونه من غيرهم لكملت آدابهم واستغنوا عن مؤدب فاطلع في القبور واعتبر بالنشور وانظر إلى مصارع آبائك وفناء إخوانك، ومن أمثالهم كم قذف الموت في هوة من جمجمة من هوة وكفى بالموت واعظاً ونظر الحسن رضي اللّه عنه إلى ميت يقبر فقال‏:‏ واللّه إن أمراً هذا أوله لحريّ أن يخاف آخره وإن أمراً هذا آخره لجدير أن يزهد في أوله‏.‏ وقال مطرف‏:‏ أفسد الموت على أهل النعيم نعيمهم فاطلبوا نعيماً لا موت فيه‏.‏ وقال الحكماء‏:‏ للباقين بالماضين معتبراً وللآخرين بالأولين مزدجر والسعيد من لا يركن إلى الخدع ولا يغتر بالطمع‏.‏ وقالوا‏:‏ السعيد من اعتبر بأمه واستظهر لنفسه والشقي من جمع لغيره وبخل على نفسه ‏(‏والشقي من شقي في بطن أمه‏)‏ فلا اختيار للسعيد في تحصيل السعادة ولا اقتدار للشقي على تبديل الشقاوة‏.‏ قال ابن الكمال‏:‏ ومعنى الحديث أن السعيد مقدر سعادته وهو في بطن أمه والشقي مقدر شقاوته وهو في بطن أمه وتقدير الشقاوة له قبل أن يولد لا يدخله في حيز

‏[‏ص 178‏]‏ ضرورة السعادة كما دل عليه خبر كل مولود يولد على الفطرة ‏(‏وإنما يصير أحدكم‏)‏ إذا مات ‏(‏إلى موضع أربع أذرع‏)‏ وهو اللحد وانظر إلى ما تصير وفيم تسكن وقيل في آية ‏{‏وكان تحته كنز لهما‏}‏ هو لوح من ذهب فيه‏:‏ عجباً لمن أيقن بالموت كيف يفرح ولمن يعرف النار كيف يضحك ولمن يعرف الدنيا وتحويلها كيف يطمئن إليها‏؟‏ وقال ثابت‏:‏ أي عبد أصعب حالاً ممن يأتيه ملك الموت وحده ويقبر بلحده وحده، وقيل لبشر بن الحارث‏:‏ عظنا قال‏:‏ ما أقول فيمن القبر مسكنه والصراط جوازه والقيامة موقفه واللّه مسائله فلا يعلم إلى جنة فيهنئ أم إلى نار فيعزى ‏(‏والأمر بآخره‏)‏ بالمد إنما الأعمال بخواتيمها ‏(‏وملاك العمل‏)‏ بكسر الميم وفتحها أي قوامه ونظامه وما يعتمد عليه فيه ‏(‏خواتمه‏)‏ وأصل الملاك استحكام القدرة ومعناه أن أحكام عمل الخير وثباته موقوفة على سلامة عاقبته إنما الأعمال بالخواتيم قفد يبتدىء بالصلاة وغيرها بنية خالصة ثم يعرض له آفة تمنع صحته أو تبطل أجره من نحو عجب أو رياء أو عزم على تركه فإن لم يعرض آفة قبل تمامه أو عرضت وردها بالعلم وختم بما بدأ استحكم عمله باستدراكه ما فرط في الأثناء بإخلاص خاتمته‏.‏ قال ابن بطال‏:‏ في تغييب خاتمة العمل عن العبد حكمة بالغة وتدبير لطيف لأنه لو علم وكان ناجياً أعجب وكسل وإن كان هالكاً زاد عتواً فحجب عنه ذلك ليكون بين خوف ورجاء‏.‏ إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا مقدار شبر أو ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا سوى مقدار شبر أو ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة كما سيجىء في الخبر ‏(‏وشر الروايا-الروايا بفتح الراء المهملة جمع راوية بمعنى ناقل، وفي حديث‏:‏ والراوية أحد الشانمين‏:‏ أي وشر النافلين نافلي الكذب- روايا الكذب وكل ما هو آت‏)‏ من الموت والقيامة والحساب والوقوف ‏(‏قريب‏)‏ وأنت سائر على مراحل الأيام والليالي إليه ‏{‏إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً‏}‏ فالجاهل يراه بعيداً لعمى قلبه والمؤمن الكامل يراه بنور إيمانه قريباً كأنه يعاينه فبذل دنياه لأخراه وسلم نفسه لمولاه فلا تغرنك الدنيا فجديدها عما قليل يبلى ونعيمها يفنى ومن لم يتركها اختياراً فعما قريب يتركها اضطراراً ومن لم تزل نعمته في حياته زالت بمماته قال ابن عطاء رضي اللّه عنه‏:‏ لا بد لهذا الوجود أن تنهدم دعائمه وأن تسلب كرائمه فالعاقل من كان بما هو أبقى أوثق منه بما هو يفنى‏.‏ وقال بعض الحكماء‏:‏ من كان يؤمل أن يعيش غداً فهو يؤمل أن يعيش أبداً‏.‏ قال الماوردي‏:‏ ولعمري إنه صحيح إذ كل يوم غداً فإذا يفضى به الأمل إلى الفوت من غير ويؤديه الرجاء إلى الإهمال بغير تلاف‏.‏ وقال الحكماء‏:‏ لا تبت على غير وصية وإن كنت من جسمك في صحة ومن عمرك في فسحة فإن الدهر خائن وكل ما هو آت كائن ‏(‏وسباب المؤمن‏)‏ بكسر السين المهملة أي سبه وشتمه ‏(‏فسوق‏)‏ أي فسق ‏(‏وقتال المؤمن‏)‏ بغير حق ‏(‏كفر‏)‏ إن استحل قتله بلا تأويل سائغ ‏(‏وأكل لحمه من معصية اللّه‏)‏ أي غيبته وهي ذكره بما يكرهه حرام ‏{‏أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً‏}‏ ‏(‏وحرمة ماله كحرمة دمه‏)‏ فكما يمتنع سفك دمه بغير حق يمتنع أخذ شيء من ماله بغير حق‏.‏ قال في الكشاف‏:‏ الحرمة ما لا يحل هتكه ‏(‏ومن يتأل على اللّه‏)‏ أي يحكم عليه ويحلف كقوله واللّه ليدخلن فلان النار من الألية وهي اليمين ‏(‏يكذبه‏)‏ بأن يفعل خلاف ما حلف عليه مجازاة له على جراءته وفضوله ‏(‏ومن يغفر يغفر اللّه له‏)‏ أي ومن يستر على أخيه فضيحة اطلع عليها يستر اللّه ذنوبه فلا يؤاخذه بها ‏(‏ومن يعف‏)‏ أي عن الجاني عليه ‏(‏يعف اللّه عنه‏)‏ أي ومن يمحو أثر جناية غيره يمحو اللّه سيئاته جزاءاً وفاقاً ‏(‏ومن يكظم الغيظ‏)‏ أي يرده ويكتمه مع قدرته على إنفاذه ‏(‏يأجره اللّه‏)‏ أي يثيبه اللّه لأنه ‏[‏ص 179‏]‏ محسن يحب المحسنين وكظم الغيظ إحسان‏.‏ قال الزمخشري‏:‏ كظم البعير جرّته ازدردها وكف عن الاجترار وكظم القربة ملأها وشدّ كظم الباب سدّه ومن المجاز كظم الغيظ وعلى الغيظ انتهى ‏(‏ومن يصبر على الرزية‏)‏ أي المصيبة احتساباً للّه ‏(‏يعوضه اللّه‏)‏ عنها خيراً مما فاته منها ‏(‏ومن يتبع الشمعة يسمع اللّه به‏)‏ قال في الفردوس‏:‏ قال العسكري هكذا يروى من هذا الطريق الشمعة بشين معجمة وهي المزاح والضحك ومنه امرأة شموع كثيرة الضحك والمعنى أن من عبث بالناس واستهزأ بهم يعبث به ويستهزأ منه ومن رواه بسين مهملة أراد من يرائي بعمله يفضحه اللّه ‏(‏ومن يصبر يضعف اللّه له‏)‏ الثواب أي ثوابه جزاء صبره أي يؤته أجره مرتين ‏(‏ومن يعص اللّه يعذبه اللّه‏)‏ إن شاء وإن شاء عفى عنه فهو تحت المشيئة ‏(‏اللّهم اغفر لي ولأمتي اللّهم اغفر لي ولأمتي اللّهم اغفر لي ولأمتي‏)‏ المراد أمة الإجابة وكرره ثلاثاً لأن اللّه سبحانه وتعالى يحب الملحين في الدعاء ‏(‏أستغفر اللّه لي ولكم‏)‏ هذا الحديث قد عدّه العسكري وغيره من الحكم والأمثال وفيه أنه ينبغي للإنسان إذا دعا لغيره أن يبدأ بنفسه‏.‏

- ‏(‏البيهقي في الدلائل‏)‏ أي في كتاب دلائل النبوة ‏(‏وابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن عقبة بن عامر الجهني‏)‏ قال خرجنا في غزوة تبوك فاسترقد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذ كان منها على ليلة فلم يستيقظ حتى كانت الشمس كرمح فقال ألم أقل لك يا بلال اكلأ لنا الفجر فقال‏:‏ يا رسول اللّه ذهب بي الذي ذهب بك فانتقل غير بعيد ثم صلى ثم حمد اللّه ثم أثنى عليه ثم قال أما بعد إلى آخره ‏(‏أبو نصر‏)‏ عبد اللّه بن سعيد ‏(‏السجزي‏)‏ بكسر السين المهملة وسكون الجيم نسبة لسجستان على غير قياس ‏(‏في الإبانة‏)‏ أي في كتاب الإبانة له ‏(‏عن أبي الدرداء‏)‏ مرفوعاً ‏(‏ش‏)‏ وكذا أبو نعيم في الحلية والقضاعي في الشهاب قال بعض شراحه حسن غريب ‏(‏عن ابن مسعود موقوفاً‏)‏ ورواه العسكري والديلمي عن عقبة‏.‏

1610 - ‏(‏أما بعد فإن الدنيا‏)‏ في الرغبة والميل إليها وحرص النفوس عليها كالفاكهة التي هي ‏(‏خضرة‏)‏ في المنظر ‏(‏حلوة‏)‏ في المذاق وكل منهما يرغب فيه منفرداً فكيف إذا اجتمعا وقال الأكمل الحلو ما يميل إليه الطبع السليم والأخضر الطري الناعم وأراد أن صورة الدنيا ومتاعها حسن المنظر يعجب الناظر ‏(‏وإن اللّه مستخلفكم فيها‏)‏ أي جاعلكم خلفاً في الدنيا ‏(‏فناظر كيف تعملون‏)‏ يعني أن الأموال التي في أيديكم إنما هي أموال اللّه خلقها وخولكم إياها وخولكم الاستمتاع فيها وجعلكم خلفاً بالتصرف فيها فليست هي بأموالكم حقيقة بل أنتم فيها بمنزلة الوكلاء فناظر هل تتصرفون فيها على الوجه الذي يرضى به المستخلف أو لا والمراد مستخلفكم فيما كان بأيدي من قبلكم بتوريثكم إياهم فناظر هل تعتبرون بحالهم أو لا وكيفية النظر من المتشابه نؤمن بأنه يصير ولا تشتغل بكيفيته والحديث مسوق للحذر من زخرف الدنيا وزهرتها ‏(‏فاتفوا الدنيا واتقوا النساء‏)‏ خصص بعد ما عمم إيذاناً بأن الفتنة بهنّ أعظم الفتن الدنيوية فإنه سبحانه أخبر بأن الذي زين به الدنيا من ملاذها وشهواتها وما هو غاية أما في طلابها ومؤثريها على الآخرة سبعة أشياء أعظمها النساء اللاتي هن أعظم زينتها وشهوتها وأعظمها فتنة وقد أخرج ابن عساكر عن ابن عمر أن إبليس لقي موسى عليه الصلاة والسلام فقال يا موسى إن لك علي حقاً إياك أن تجالس أمرأة ليست بمحرم فإني رسولها إليك ورسولك إليها انتهى‏.‏ ومن ثم قال ‏(‏فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء‏)‏ يريد قتل النفس التي أمر ‏[‏ص 180‏]‏ بنو إسرائيل فيها بذبح البقرة واسم المقتول عاميل قتله ابن أخيه أو عمه ليتزوج ابنته أو زوجته‏.‏ وقال في المطامح‏:‏ يحتمل كونه أشار إلى قصة هاروت وماروت لأنهما فتنا بسبب امرأة من بني إسرائيل ويحتمل أنه أشار إلى قضية بلعام بن باعوراء لأنه إنما هلك بمطاوعة زوجته وبسببهنّ هلك كثير من العلماء ‏(‏ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى‏)‏ أي متفرقة قال في الصحاح‏:‏ أمر شتت بالفتح أي متفرق وشتته فرقه وقوم شتى وأشتاتاً أي متفرقون وقال الزمخشري‏:‏ تقول تفرقوا شتى وأشتاتاً ‏(‏منهم من يولد ويحيا مؤمناً ويموت مؤمناً‏)‏ وهذا الفريق هم سعداء الدنيا والآخرة ‏(‏ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت كافراً‏)‏ وهذا القسم هم أهل الشقاوة ‏(‏ومنهم من يولد مؤمناً ويحيا مؤمناً ويموت كافراً‏)‏ أي يسبق عليه الكتاب فيختم له بالكفر ‏(‏ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت مؤمناً‏)‏ أي يختم له بالإيمان فيصير من أهل السعادة‏.‏

‏(‏ألا إن الغضب جمرة توقد‏)‏ أي تتوقد فحذف إحدى التاءين للتخفيف ‏(‏في جوف ابن آدم ألا ترى إلى حمرة عينيه‏)‏ عند الغضب ‏(‏وانتفاخ أوداجه‏)‏ جمع ودج بفتح الدال وتكسر وهو عرق الاخدع الذي يقطعه الذابح فلا يبقى معه حياة ويسمى الوريد أيضاً وذلك لأن اللّه خلقه من نار وعجنه بطينة الإنسان فمهما نوزع في شيء من الأغراض اشتعلت نار الغضب فيه وفارت فوراناً يغلي منه دم القلب وينتشر في العروق فيرتفع إلى أعلى البدن ارتفاع الماء في القدر ثم ينصب في الوجه والعينين فيحمرا منه إذ البشرة لصفائها تحكي ما وراءها وإذا تكيف بهذه الحالة ارتعدت أطرافه واضطربت حركاته وأزبدت أشداقه واحمرت أحداقه وخرج عن حيز الاعتدال حتى لو رأى نفسه سكن غضبه حياء من قبح صورته ولو كشف له عن باطنه لرآه أقبح من ظاهره فإنه عنوانه الناشىء عنه‏.‏ قال الغزالي‏:‏ قال بعض الأنبياء لإبليس بأي شيء تغلب ابن آدم قال آخذه عند الغضب وعند الهوى وظهر إبليس لراهب فقال له أي أخلاق بني آدم أعون لك قال الحدة فإذا كان العبد حديداً قلبناه كما تقلب الصبيان الكرة ‏(‏فإذا وجد أحدكم‏)‏ في نفسه ‏(‏شيئاً من ذلك‏)‏ يعني من بوادر الغضب ‏(‏فالأرض الأرض‏)‏ أي فليضطجع بالأرض ويلصق نفسه فيها لتنكسر حدته وتذهب حدة غضبه وفي رواية فليلزق بالأرض وفي أخرى فليجلس ولا يعدو به الغضب فيجلسه في نفسه ولا يعديه إلى غيره بإيذائه والانتقام منه، ولاستحالة هذا المعنى في حقه تعالى كان غضبه هو إرادة الانتقام فتكون صفة ذات أو الانتقام نفسه فتكون صفة فعل ‏(‏ألا إن خير الرجال‏)‏ ذكر الرجال وصف طردي والمراد الآدميين ذكوراً أو إناثاً ‏(‏من كان بطيء الغضب سريع الرضا وشر الرجال من كان‏)‏ بعكس ذلك ‏(‏سريع الغضب بطيء الرضا فإذا كان الرجل بطيء الغضب بطيء الفيء‏)‏ أي الرجوع ‏(‏وسريع الغضب سريع الفيء فإنها بها‏)‏ أي فإن إحدى الخصلتين تقابل الأخرى فلا يستحق مدحاً ولا ذماً ومن هنا قال الراغب والغزالي في الغضب نار تشتعل والناس مختلفون فيه فبعضهم كالحلفاء سريع الوقود سريع الخمود وبعضهم كالغضا بطيء الوقود بطيء الخمود وبعضهم سريع ‏[‏ص 181‏]‏ الوقود بطيء الخمود وبعضهم بالعكس وهو أحمدهم ما لم يفض به إلى زوال حميته وفقد غيرته واختلافهم تارة يكون بحسب الأمزجة فمن كان طبعه حاراً يابساً يكثر غضبه ومن كان بخلافه يقل وتارة يكون بحسب اختلاف العادة فمن الناس من تعود السكون والهدوء وهو المعبر عنه بالذلول والهين واللين ومنهم من تعود الطيش والانزعاج فيتحدث بأدنى ما يسمعه ككلب يسمع حساً فيعوي قبل أن يعرف ما هو فأسرع الناس غضباً الصبيان والنساء وأكثرهم ضجراً الشيوخ وأجل الناس شجاعة وأفضلهم مجاهدة وأعظمهم قوة من كظم الغيظ‏.‏ ‏(‏ألا إن خير الناس التجار‏)‏ بضم التاء جمع تاجر ‏(‏من‏)‏ أي تاجر ‏(‏كان حسن القضاء‏)‏ أي الوفاء لما عليه من ديون التجارة ونحوها ‏(‏حسن الطلب‏)‏ أي سهل التقاضي يرحم المعسر وينظره ولا يضايق الموسر في الأشياء التافهة ولا يلجئه إلى الوفاء في وقت معين ولا من مال معين ‏(‏وشر التجار من كان سيء القضاء‏)‏ أي لا يوفي لغريمه دينه إلا بكلفة ومشقة وتماطل مع يساره ‏(‏سيء الطلب‏)‏ أي ملح على مديونه بالطلب من غير مرحمة ولا شفقة بل بصعوبة مع علمه باعساره إذ ذاك ‏(‏فإذا كان الرجل‏)‏ التاجر وذكر الرجل وصف طردي لأن غالب المتجر إنما يتعاناه الرجال لا لإخراج النساء ‏(‏حسن القضاء سيء الطلب أو كان‏)‏ بعكسه ‏(‏سيء القضاء حسن الطلب فإنها بها‏)‏ أي فإحدى الخصلتين تقابل بالأخرى نظير ما تقدم ويجري ذلك كله في كل من له حق أو عليه حق وإنما خص التجار لأكثرية القضاء والتقاضي فيما بينهم ‏(‏ألا إن لكل غادر لواء‏)‏ أي ينصب له ‏(‏يوم القيامة‏)‏ لواء حقيقة ‏(‏بقدر غدرته‏)‏ فإن كانت كبيرة نصب له لواء كبير وإن كانت صغيرة فصغير وفي خبر أنه يكون عند إسته وقيل اللواء مجاز والمراد شهرة حاله وإذاعته بين الملأ في ذلك الموقف الأعظم ‏(‏ألا وإن أكبر الغدر غدر أمير عامة‏)‏ بالإضافة ‏(‏ألا لا يمنعن رجلاً مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه‏)‏ فإن ذلك يجب عليه وليست مهابة الناس عذراً في التخلف بشرط سلامة العاقبة ‏(‏ألا إن أفضل الجهاد‏)‏ أي أنواعه ‏(‏كلمة حق‏)‏ يتكلم بها كأمر بمعروف أو نهي عن منكر ‏(‏عند سلطان جائر‏)‏ أي ظالم فإن ذلك أفضل من جهاد العدو لأنه أعظم خطراً كما سلف تقريره عما قريب ‏(‏ألا إن مثل ما بقي من الدنيا فيما مضى منها مثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه‏)‏ يعني ما بقي من الدنيا أقصر وأقل مما سلف منها فهي ولت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء وإذا كانت بقية الشيء وإن كثرت في نفسها قليلة بالإضافة إلى معظمه كانت خليقة بأن توصف بالقلة ذكره الزمخشري‏.‏

- ‏(‏حم ت ك هب‏)‏ كلهم ‏(‏عن أبي سعيد‏)‏ الخدري قال صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم العصر ثم قام خطيباً فلم يدع شيئاً يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه وكان فيما قال أما بعد إلى آخره وفيه علي بن زيد بن جدعان أورده الذهبي في الضعفاء وقال أحمد ويحيى ليس بشيء‏.‏

1611 - ‏(‏أمامكم‏)‏ بفتح الهمزة ‏(‏حوض‏)‏ كي تردونه يوم القيامة قيل هو الكوثر والأظهر أنه غيره وهل هو بعد الصراط وقبله قولان وجمع بالتعدد ‏(‏كما بين جرباء‏)‏ بفتح الجيم وسكون الراء وموحدة يقصر ويمد قرية بالشام ‏(‏وأذرح‏)‏ بفتح ‏[‏ص 182‏]‏ الهمزة وسكون الذال المعجمة وضم الراء وحاء مهملة قرية بالشام أيضاً وفي الحديث حذف بينته رواية الدارقطني وهو ما بين ناحيتي حوضي كما بين المدينة وبين جرباء وأذرح‏.‏ فالمسافة بين المدينة وبينهما ثلاثة أيام لا بينهما وقد غلط من قال بينهما ثلاثة أيام كما بينه صاحب القاموس اقتداء ببعض الأعلام لأن بين جرباء وأذرح ميل بل أقل بل الواقف في هذه ينظر هذه كما حرره بعض الثقات‏.‏

- ‏(‏خد عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب وفي الطبراني نحوه‏.‏

1612 - ‏(‏أمان لأهل الأرض من الغرق‏)‏ بفتح الراء مصدر ‏(‏القوس‏)‏ أي ظهور القوس المسمى بقوس قزح‏.‏ قال ابن القيم‏:‏ سمي به لأنه أول ما رؤي في الجاهلية على جبل قزح بالمزدلفة أو لأن قزح اسم شيطان ويوضح المراد بقوله القوس ما رواه السدي أن علياً رضي اللّه عنه نظر إلى السماء فرأى قوس قزح، فقال ما هذا‏؟‏ قالوا قوس قزح قال لا تقولوا هذا قولوا قوس اللّه وأمان من الغرق وفي أجوبة علي كرم اللّه وجهه لابن الكواء أن القوس علامة كانت بين نوح وربه أمان لأهل الأرض من الغرق ‏(‏وأمان لأهل الأرض‏)‏ أي كلهم أو المراد جزيرة العرب ‏(‏من الاختلاف‏)‏ تفرق الكلمة والفتن ‏(‏الموالاة‏)‏ المناصرة والموادة ‏(‏لقريش‏)‏-قال الحكيم أراد بقريش أهل الهدى منهم وإلا فبنو أمية وأضرابهم حالهم معروف وإنما الحرمة لأهل التقوى- القبيلة المعروفة أي ما داموا على سنن الاستقامة ومنهج العدالة كما يفيده قوله في الحديث المار استقيموا لقريش ما استقاموا لكم إلى آخره ‏(‏فإذا خالفتها قبيلة من العرب صاروا‏)‏ أي المخالفون ‏(‏حزب ابليس‏)‏ أي جنده ‏{‏ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون‏}‏ ‏(‏قريش أهل اللّه‏)‏ أي المؤمنون منهم خواص عباده أضيفوا إليه تشريفاً‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ عن أحمد الابار عن إسحاق بن سعيد بن الأركون عن خليد بن دعلج عن عطاء عن ابن عباس ‏(‏ك‏)‏ في المناقب عن مكرم عن الابار عن إسحاق بن الأركون عن خليد عن قتادة عن عطاء ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال الحاكم صحيح ورده الذهبي بأنه واه وفي إسناده ضعيفان ابن الأركون وخليد انتهى‏.‏ وحكم ابن الجوزي بوضعه ونازعه المؤلف بما حاصله أن له شاهداً من كلام ابن عباس‏.‏

1613 - ‏(‏أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا البحر‏)‏ في رواية الطبراني بدله السفينة وفي رواية ابن مردويه سفينة وفي رواية الفلك لكن لفظ رواية ابن السني التي عزى المؤلف إليها ركبوا ولم يذكر بحراً ولا سفينة كما ذكره النووي ‏(‏أن يقولوا‏)‏ أي يقرؤوا عند دخول السفينة أو عند سيرها قوله تعالى ‏(‏بسم اللّه مجريها ومرساها‏)‏ أي حيث تجري وحيث ترسي ‏(‏الآية‏)‏ أي إلى آخرها وقوله تعالى ‏(‏وما قدروا اللّه حق قدره الآية‏)‏ بكمالها أي إلى ‏{‏تشركون‏}‏ وترجم عليه النووي في الأذكار باب ما يقوله إذا ركب سفينة وساق الحديث عازياً لابن السني ثم قال عقبه هكذا هو في النسخ إذا ركبوا لم يقل السفينة ونقل بعضهم عن ابن عباس من قرأ الآيتين فعطب أو غرق فعلي ذلك‏.‏

- ‏(‏ع وابن السني‏)‏ من طريق أبي يعلى المذكور قال حدثنا أبو يعلى أنبأنا جنادة حدثنا يحيى بن العلاء أنبأنا مروان بن سالم أنبأنا طلحة العقيلي ‏(‏عن الحسين‏)‏ بن علي يرفعه قال ابن حجر وجنادة ضعيف وشيخه أضعف منه وشيخ شيخه كذلك بالاتفاق فيهما وطلحة مجهول انتهى وفي الميزان يحيى بن العلاء قال أحمد كذاب يضع الحديث ثم ساق له أخباراً هذا منها‏.‏

1614 - ‏(‏أم القرآن‏)‏ الفاتحة سميت به لكونها مفتتح القراءة قال الخليل كل شيء ضم إليه ما يليه سمي أمّاً وهي مشتملة على ‏[‏ص 183‏]‏ كليات معاني القرآن وهو الثناء على اللّه والمعاش وهو العبادة والمعاد وهو الجزاء وقال القاضي‏:‏ سماها أمّاً-واستشكل بأن كثيراً من السور مشتمل على هذه المعاني مع أنها لم تسم بأم القرآن وأجيب بأنها سابقة على غيرها وضعاً بل نزولاً عند الأكثر فنزلت من تلك السور منزلة مكة من جميع القرى حيث مهدت أولاً ثم دحيت الأرض من تحتها وكما سميت أم القرى سميت هذه أم القرآن على أنه لا يلزم اطراد وجه الشبه- لأنها بينة في نفسها مبينة لما عداها من المتشابهات فهي كالأصل له ‏(‏هي السبع المثاني‏)‏ اللام للعهد قال تعالى ‏{‏ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم‏}‏ سميت سبعاً لأنها سبع آيات باعتبار عد البسملة آية وهو المتصور والمثاني لتكررها في الصلاة أو الإنزال أو لأن غيرها يضم إليها أو لتكرر مضمونها في السور أو مقاصدها جمع مثنى أو مثناة من التثنية بمعنى التكرار فتكرر على مرور الأوقات فلا تنقطع وتدرس فلا تندرس وقيل جمع مثنى بمعنى الثناء كالمحمدة بمعنى الحمد لاشتمالها على الثناء فهي تثني على اللّه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أو لأنها أبداً تدعو بوصفها المعجز إلى غرابة النظم وغزارة المعنى إلى الثناء عليها ثم على من يتعلمها ويعمل بها ولا اختلاف بين قوله في الحديث السبع المثاني وقوله في القرآن سبعاً من المثاني لأن من للبيان ذكره التوربشتي ‏(‏والقرآن العظيم‏)‏ عطف على السبع عطف صفة الشيء على صفة أخرى له فليس هو من عطف الشيء على نفسه أو عطف على أم القرآن وإفراد الفاتحة بالذكر في الآية مع كونها جزءاً من القرآن يدل على مزيد اختصاصها بالفضيلة وفيه رد كما قال السهيلي على الحسن وابن سيرين في كراهة تسمية الفاتحة بذلك‏.‏

- ‏(‏خ عن أبي بكر‏)‏ الصديق‏.‏

1615 - ‏(‏أم القرآن‏)‏ قال الحرالي سميت به لأنها له عنوان وهو كله لها بسط وتبيان وقال القاضي‏:‏ لاشتمالها على المعاني التي في القرآن من الثناء على اللّه بما هو أهله وذكر الذات والصفات والأفعال والتعبد بالأحكام والترغيب والترهيب بالوعد والوعيد وقصة الغابرين من العصاة والمطيعين ‏(‏عوض من غيرها‏)‏ من القرآن وغيره ‏(‏وليس غيرها منها عوض‏)‏ وحينئذ فلا يقوم مقامها في الصلاة سورة من القرآن غيرها عند القدرة ولذلك لم يكن لها في الكتب الإلهية عديل‏.‏

- ‏(‏قط‏)‏ وتقدمه إليه الكرماني ‏(‏ك عن عبادة‏)‏ بن الصامت وصححه قال ابن القطان ولا ينبغي تصحيحه ففيه محمد بن خلاد لا يعرف من حاله ما يعتمد عليه وعميد يروي مناكير منها هذا الخبر الذي لا يعرف إلا من روايته‏.‏

1616 - ‏(‏أم الولد حرة‏)‏ أي حكمها حكم الحرة في كونها لا تباع ولا ترهن ولا توهب ولا يتصرف فيها بإزالة ملك-ويصح بيعها إذا اشترت نفسها أو كانت مرهونة أو جانية تعلق برقبتها مال وكان المالك فيهما معسراً حال الاستيلاد- ‏(‏وإن كان‏)‏ الولد ‏(‏سقطاً‏)‏ لم تنفخ فيه الحياة بل ولو كان مخططاً خفي التخطيط بحيث لا يعرفه إلا القوابل وهذا مجمع عليه الآن وما كان من خلاف فيه من الصدر الأول فقد مضى وانقضى‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عباس‏)‏ وفيه الحسين بن عيسى الحنفي قال الذهبي في الضعفاء له مناكير عن الحكم بن إبان قال ابن المبارك ارم به ووثقه غيره ورواه الدارقطني باللفظ المزبور عن ابن عباس قال الفرياني في اختصار الدارقطني وفيه الحسين بن عيسى الحنفي ضعيف قال ابن عدي عامة أحاديثه غرائب وفي بعضها مناكير وشيخه الحكم بن إبان قال ابن المبارك أرم‏.‏

1617 - ‏(‏أم ملدم‏)‏ مفعل من لدمه إذا لطمه ويروى بالذال المعجمة من لذم بمعنى الزم وهي الحمى ‏(‏تأكل‏)‏ مضارع أكل ‏(‏اللحم‏)‏ أي إذا لازمت الإنسان أنحلته ‏(‏وتشرب الدم‏)‏ يعني تحرقه ‏(‏بردها وحرها من جهنم‏)‏ أي بدل من جهنم لمن أصابته من المؤمنين كما يوضحه خبر الحمى حظ المؤمن من النار فليس المعنى على الغشية كما قد يتوهم‏.‏ قال الزمخشري‏:‏ العرب تقول الحمى أنا أم ملدم آكل اللحم وأمص الدم قال المصنف ولذلك كانت شهادة وحصل المؤمن منها على الحسنى وزيادة وقد جاءت إلى خدمة ‏[‏ص 184‏]‏ المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وسلم واستأذنت بالباب وهي واقفة لديه وسألته يبعثها إلى أحب قومه فبعثها إلى الأنصار لأنهم ذوو النهى وأولوا الأبصار لتكون وقاء ووقاء لهم من النار‏.‏

- ‏(‏طب عن شبث‏)‏ بشين معجمة وموحدة فمثلثة ‏(‏ابن سعيد‏)‏ البلوي شهد فتح مصر وله صحبة قال الهيثمي فيه بقية بن الوليد وهو مدلس‏.‏

1618 - ‏(‏أم أيمن‏)‏ بركة حاضنة المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وسلم ودايته وهي أم أسامة بن زيد ‏(‏أمي بعد أمي‏)‏ أي في الاحترام وفي حضنها إياه فإن أمه ماتت وهو ابن ست أو سبع أو ثمان سنين فاحتضنته أم أيمن‏.‏ قال الزمخشري‏:‏ جعلها أماً لأن الداية تدعى أماً لقيامها مقام الأم انتهى، ماتت بعد النبي صلى اللّه عليه وسلم بخمسة أشهر‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ في ترجمة أسامة بن زيد ‏(‏عن سليمان بن أبي شيخ مرسلاً معضلاً‏)‏-هو ما سقط من اثنان من أي موضوع كان وإن تعددت المواضع سواء كان الساقط الصحابي أو التابعي أم غيرهما-

1619 - ‏(‏أمتي يوم القيامة غر‏)‏ بضم المعجمة وشد الراء جمع أغر أي ذووا غرة ‏(‏من السجود‏)‏ أي من أثر السجود في الصلاة، قال تعالى ‏{‏سيماهم في وجوههم من أثر السجود‏}‏ نصب على الظرفية ‏(‏محجلون من الوضوء‏)‏ أي من أثر وضوئهم في الدنيا وقد سجدت الأمم قبلهم فلم يظهر على جباههم وتطهروا فلم يظهر على أطرافهم من ذلك شيء فتلك إشارة هذه الأمة في الموقف يعرفون بها‏.‏ ذكره الحكيم، وهذا لا تدافع بينه وبين خبر الشيخين الآتي إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء، وما ذاك إلا لأن المؤمن يكسى في القيامة نوراً من أثر السجود، ونوراً من أثر الوضوء، نور على نور، فمن كان أكثر سجوداً أو أكثر وضوءاً في الدنيا كان وجهه أعظم ضياء وأشد إشراقاً من غيره فيكونون فيه على مراتب من عظم النور والأنوار لا تتزاحم، ألا ترى أنه لو أدخل سراج في بيت ملأه نوراً فإذا أدخل فيه آخر ثم آخر امتلأ بالنور من غير أن يزاحم الثاني الأول ولا الثالث الثاني وهكذا‏؟‏ والوضوء هنا بالضم وجوز ابن دقيق العيد الفتح على أنه الماء وجوز في من أن تكون سببية أو لابتداء الغاية، قال الراغب‏:‏ والأمة كل جماعة يجمعهم أمر ما دين أو زمان أو مكان سواء كان الجامع تسخيراً أو اختياراً، وأصل الغرة لمعة بيضاء بجبهة الفرس ثم استعملت في الجمال والشهرة وطيب الذكر والمراد بها هنا النور الكائن في وجوه هذه الأمة والتحجيل بياض في ثلاث من قوائم الفرس أصله الحجل بكسر الحاء الخلخال والمراد به أيضاً هنا النور‏.‏ ذكره جمع، وقال الأشرف‏:‏ غر جمع أغر وهو الأبيض الوجه والمحجل من الدواب ما قوائمه بيض مأخوذ من الحجل وهو القيد كأنه مقيد بالبياض وأصله في الخيل ومعناه إذا دعوا إلى الجنة كانوا على هذا الشبه وتمسك به الحليمي على أن الوضوء من خصائصنا وتعقبه الحافظ ابن حجر بأن في البخاري في قصة سارة قامت تتوضأ وتصلي وفي قصة جريج الراهب قام فتوضأ قال‏:‏ فالظاهر أن الخاص بنا الغرة والتحجيل لا أصل الوضوء قال‏:‏ وقد صرح بذلك في رواية مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً قال‏:‏ سيما ليت لأحد غيركم وله من حديث حذيفة نحوه وقد اعترض بعضهم على الحليمي بخبر هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي، وهو حديث ضعيف لا يصح الاحتجاج به لضعفه ولاحتمال كون الوضوء من خصائص الأنبياء دون الأمم إلا هذه الأمة، إلى هنا كلام الحافظ وتقدمه إليه الكرماني وقد انتهبه سميه الشهاب ابن حجر الهيثمي ولنفسه عزاه ولا قوة إلا باللّه‏.‏

- ‏(‏ت عن عبد اللّه بن بسر‏)‏ بضم الموحدة وسكون المهملة وقال حسن صحيح غريب‏.‏

1620- ‏(‏أمتي أمة مباركة لا يدرى أولها خير‏)‏ من آخرها ‏(‏أو آخرها‏)‏ خير من أولها لتقارب أوصافهم وتشابه أفعالهم كالعلم والجهاد والذب عن بيضة الإسلام وقرب نعوت بعضهم من بعض في ظواهرهم فلا يكاد يميز الناظر بينهم وإن ‏[‏ص 185‏]‏ تفاوتوا في الفضل في نفس الأمر فيحكم بالخير لأولهم وآخرهم ولذا قيل هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها ثم إن هذا لا يناقضه خبر خير الناس قرني لأنهم إنما كانوا خيراً لأنهم نصروه وآووه وجاهدوا معه وقد توجد نحو هذه الأفعال آخر الزمان حين يكثر الهرج وحتى لا يقال في الأرض اللّه‏.‏ قال الكلاباذي وغيره‏:‏ وأما خبر خير الناس قرني فخاص بقوم منهم والمراد في قرني كالعشرة وأضرابهم وأما سواهم فيجوز أن يساويهم أفاضل أواخر هذه الأمة كالذين ينصرون المسيح ويقاتلون الدجال فهم أنصار النبي وإخوانه اهـ‏.‏

الأمة جمع لهم جامع من دين أو زمان أو مكان أو غير ذلك فإنه مجمل يطلق تارة ويراد بها كل من كان مبعوثاً إليهم نبي آمنوا به أو لم يؤمنوا ويسمون أمة الدعوة وأخرى، ويراد بهم المؤمنون به المذعنون له وهم أمة الإجابة وهذا المراد هنا‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن عمرو بن عثمان‏)‏ بن عفان بن العاص الأموي ‏(‏مرسلاً‏)‏ قال الذهبي وهو ثقة‏.‏

1621 - ‏(‏أمتي‏)‏ المجتمعون على ملتي ‏(‏أمة مرحومة‏)‏ أي من اللّه أو بعضهم لبعض ‏(‏مغفور لها‏)‏ من بارئها ‏(‏متاب عليها‏)‏ أي يتوب اللّه عليها ولا بتركها مصرة على الذنب ذكره المؤلف لأنهم جمعهم الدين وفرقتهم الدنيا مع اجتماعهم على الإيمان والصلاة وأذاقهم اللّه بأسهم بينهم يقتل بعضهم بعضاً وكفارة لما اجترحوه وأخرج ابن عساكر عن وهب في الزبور يا داود سيأتي بعدك نبي اسمه أحمد ومحمد سيد صادق ولا أغضب عليه ولا يغضبني وأمته مرحومة أعطيهم من النوافل مثل ما أعطيت الأنبياء وافترضت عليهم الفرائض التي افترضت على الأنبياء حتى يأتوني يوم القيامة ونورهم كالأنبياء‏.‏